
قدم الألماني ماتياس يايسله مدرب أهلي جدة، مباراة مثالية على كافة الأصعدة أمام كاواساكي الياباني، اليوم السبت، ليقود "الراقي" لحصد لقب دوري أبطال آسيا للنخبة، للمرة الأولى في تاريخه.
وحقق الأهلي، فوزا ثمينا على حساب كاواساكي، بهدفين دون رد، ليحقق اللقب دون تعرضه لأي هزيمة في 13 مباراة على التوالي، حيث حقق 12 فوزا بجانب تعادل وحيد.
حذر البدايات
بدأ الأهلي، المباراة برسم تكتيكي معتاد (4-2-3-1)، ولكن ما كان مختلفا هو الحذر الكبير الذي خيم على أداء "الراقي"، بعدم المبالغة في التقدم، مع وقوف رباعي الدفاع على خط واحد، خوفا من اختراقات الفريق الياباني، سواء من العمق أو الأطراف.
وعمل يايسله، على تضييق المساحات وتقارب جميع الخطوط في الحالة الدفاعية، مع ترك الاستحواذ للخصم خلال أول 20 دقيقة والخروج بمرتدات بسيطة.
لكن حذر يايسله اصطدم بتنظيم كاواساكي، الذي حرص على اللعب بطريقة (4-2-3-1)، تتحول أحيانا إلى (4-4-2)، مع محاولات بسيطة لتسجيل هدف التقدم، ولكنه وجد صعوبة في اختراق حصون "الراقي".
طلقة تفك الحصار
تراجع الأهلي في بداية المباراة، جعل البعض يتوقع أن المدرب الألماني، يحاول تسيير الأمور في الاتجاه الدفاعي، وترك الاستحواذ والتهديدات المباشرة للفريق الخصم.
لكن بعد 25 دقيقة من اللعب، خرج الأهلي من الحالة الدفاعية، وسيطر على الكرة بشكل كبير، في محاولة لتفكيك دفاعات الفريق الياباني، بتمريرات بينية وطولية خلف الظهيرين على وجه التحديد.
الأهلي اصطدم بتنظيم محكم، بالإضافة لقدرة الفريق الياباني على كسب الصراعات الثنائية، قبل أن يتمكن البرازيلي ويندرسون جالينو جناح الراقي، من فك الحصار الدفاعي، عبر تسديدة مذهلة، فجرت شباك الخصم بالدقيقة 35.
وكانت هذه الطلقة، بداية لتفكيك الدفاعات اليابانية، حيث تحرر الخصم من الحالة الدفاعية، رغبة منه في مجاراة الأهلي لتسجيل هدف التعادل، واستعادة السيطرة على الكرة.
ذكاء يايسله
بعدما تمكن المدرب الألماني من الحفاظ على هدوء لاعبيه وامتصاص حماس الخصم في البداية، ثم تسجيل الهدف الأول، فقد قرر مواصلة عمله الرائع، بتعليمات هجومية مباغتة.
يايسله كان يدرك أن الفريق الياباني تعرض لهزة واضحة بعد استقبال الهدف الأول، لذا قرر تطبيق الضغط العالي ومحاصرة الخصم من جميع أركان الملعب، رغبة منه في تعزيز التقدم والخروج من الشوط الأول متقدما بهدفين.
وبالفعل، نجح الأهلي في استغلال تقدم الفريق الياباني وواصل الضغط، بتسجيل الهدف الثاني بعد مرور 7 دقائق من الطلقة الأولى، عبر ضربة رأسية من الإيفواري فرانك كيسي.
وفي الشوط الثاني، حرص يايسله على الالتزام بالواجبات الدفاعية، والاعتماد على الهجمات المرتدة، مع حرمان كاواساكي من التحول السريع، بالضغط على حامل الكرة بداية من نصف الملعب.
وتحولت طريقة الأهلي إلى (4-4-2)، بوجود كيسي وزياد الجهني على الدائرة، بواجبات دفاعية صارمة، مع ثبات الظهيرين، وتحرر الجناحين في الهجمات المرتدة مع الثنائي الهجومي المتمثل في روبرتو فيرمينو وإيفان توني.
ورغم التزام "الراقي" بالجانب الخلفي، إلا أنه هدد مرمى الفريق الياباني بالعديد من المحاولات الخطيرة، فضلا عن ستار دفاعي رائع، منع الخصم من التسديد، بالإضافة للتفوق في الكرات العرضية والمواجهات الثنائية.
أسلحة متعددة
ظهر الأهلي بأسلحة متعددة خلال مواجهة الفريق الياباني، وخاصة من جانب الرباعي الهجومي (فيرمينو وتوني ورياض محرز وجالينو)، بتحركات مثالية سواء بالعرض أو الداخل، تسببت في خلخلة الدفاعات اليابانية.
وعند النظر لهدف الأهلي الثاني، نجد أنه نتاج عمل هجومي كبير، حيث توغل محرز للعمق، ومرر الكرة لفيرمينو الذي تحرك للداخل ثم أرسل عرضية، لكيسي الذي جاء من الخلف ليقتحم منطقة الجزاء، لزيادة الكثافة الهجومية.
وبعيدا عن الهدف الثاني، فإن الأهلي هدد مرمى الفريق الياباني بتسديدات من مختلف بقاع الملعب، حيث كان قريبا من هز الشباك في أكثر من مناسبة، ولكنه فشل بسبب تألق حارس الخصم.
كذلك، اعتمد رجال المدرب يايسله، على سلاح العرضيات والكرات القطرية للجناحين، وخاصة من الطرف الأيمن، لوضع رياض محرز في موقف واحد ضد واحد.
ورغم أن توني فشل في التسجيل أمام الفريق الياباني، إلا أن قدم دورا كبيرا في خلخلة الدفاع، بتحركات مستمرة للعمق، تسببت في إرهاق قلبي الدفاع، وهو ما منح حرية وفرصة كبيرة لكيسي ومحرز وجالينو وفيرمينو لاقتحام منطقة الجزاء.